كتب خضر عواركة
كيف نفتت البيئة الحاضنة للإرهاب؟
من الواضح أن الحديث عن ثورة عفوية في سورية
مهزلة وسخرية من عقول القراء... وكذا الحديث عن أن من خرجوا في الأشهر الأولى كانوا
جميعا من المرتزقة.
اكتسب الحراك الشعبي في العالم العربي صفة الثورية
من مصر وتونس والبحرين وسقط الاعلام السوري في فخ التسويق لجاذبية الثورات الشبابية
في تلك البلاد فنقل الحماسة والشغف بالتغيير من شاشات القنوات الفضائية الى قلوب ملايين
من ابناء الشعب السوري موالين وشبه معارضين ومحايدين. لم يكن الامر يحتاج سوى لكسر
حاجز الخوف ولشعارات لا ترعب المحايدين، شعارات لا تكسر المحرمات ولا تستفز الدولة،
لهذا تعاطى مدراء الحراك الحقيقيون مع التحضيرات لإشعال فوضى خلاقة مسلحة في سورية
بطريقة مدروسة ومنهجية لا مجال فيها لأي تصرف عفوي.
وفي المقابل، كان النظام يحضر لخطوات تبعد عنه
كأس تسونامي المشاعر الملتهبة بالحاجة الى تغيير، فكانت قرارته التي تعد بتسريع التغيير
وبنقل البلاد من حال الى حال، لكن تلك التصريحات كانت اقل بكثير من حرارة الرغبات الشعبية
بتغييرات جذرية ولكن تحت سقف الحكم الخاص بالرئيس بشار الاسد، لتحطيم صورة الرئيس المحبوب،
ولتحييد هيبة موقعه المرعب بالنسبة لمن يفكرون بمخالفة نظام له تاريخ مماثل من قمع
المعارضين بعنف شديد، كان ضرب هيبة الرئيس وتشويه صورته امرين