الثلاثاء، أيلول ٠٨، ٢٠٠٩

مأساة صلاح عز الدين والمستثمرين معه - تقرير نشر في الجزيرة نت


خضر عواركة-بيروت

تشهد الساحة السياسية اللبنانية جدلا بشأن علاقة مفترضة بين حزب الله والمستثمر اللبناني صلاح عز الدين، الذي أعلن في الآونة الأخيرة إفلاسه، حيث ينفي الحزب أي علاقة له بهذا المستثمر، في حين تحدث بعض اللبنانيين عن أن عز الدين كان يستثمر أموالا لحزب الله، وذهب آخرون إلى القول إنه عضو في الحزب.
وجاء الربط بين المستثمر اللبناني وحزب الله بسبب صداقاته الوطيدة مع بعض أعضائه، وانتمائه إلى منطقة صور الجنوبية التي ينحدر منها عدد كبير من مسؤولي الحزب، إضافة إلى قرابة زوجته مع أحد هؤلاء المسؤولين.
مصدر قضائي لبناني طلب عدم ذكر اسمه قال للجزيرة نت إن صلاح عز الدين لا يزال يرفض الإدلاء بأي معلومات بشأن حجم المبالغ التي خسرها، وكذا بشأن السبب الذي أوصله للإفلاس.
غير أن أحد المعاونين السابقين للمستثمر اللبناني قدر حجم المبالغ التي خسرها بعد إفلاسه بحوالي نصف مليار دولار، وهي عبارة عن أموال كان يستثمرها لصالح ثلاثة آلاف بين أشخاص وهيئات، بينها 180 مليون دولار لرجل أعمال بقطر.
نفي حزب اللهوأوردت صحف إسرائيلية بينها يديعوت أحرونوت أن عز الدين هو أحد الذين لهم صلة وثيقة بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأحد مستثمري أموال الحزب، وهو ما نفاه مصدر مسؤول فيه.
وأكد المصدر للجزيرة نت أن لا علاقة لحزب الله باستثمارات عز الدين، وأن علاقة هذا الأخير بالحزب لا تعدو أن تكون علاقة أي مناصر متعاطف مع توجهاته.
وأضاف أن حزب الله ليس بحاجة إلى الاستثمار مع رجل معروف عنه تشغيل أموال الناس مقابل أرباح شهرية لأن هذا النوع من الأعمال له مخاطر كبيرة.
وأشار المصدر إلى أن لحزب الله مؤسساته وشخصياته المتفرغة للعمل الاقتصادي والسهر على الحاجات الاجتماعية والإنسانية لعوائل الشهداء والجرحى، مضيفا أن هناك "مبالغات وإساءات مقصودة ضد الحزب ومسؤوليه بدأتها إسرائيل وأكملها بعض الإعلام العربي".
كامل وزنة: المجتمع اللبناني يحتاج إلى تنمية ثقافته الاقتصادية (الجزيرة نت)شكوى شخصيةولم ينف المصدر ذاته كون النائب عن الحزب الحاج حسن رفع دعوى على المستثمر اللبناني لحفظ حقوقه، لكنه قال إنها شكوى شخصية وتخص رافعها.
وتعليقا على الموضوع صرح الخبير الاقتصادي اللبناني كامل وزنة للجزيرة نت بأن الدولة والقضاء اللبناني مسؤولان عن حفظ حقوق المتضررين.
وقال إن على "المجتمع اللبناني أن يتعلم من هذه التجربة المؤلمة"، مشيرا إلى أن "هناك حاجة ماسة لتنمية الثقافة الاقتصادية لدى الشعب اللبناني حتى لا يتكرر هذا الأمر".
وأوضح أن غياب الوعي الكافي بمخاطر مثل هذه الاستثمارات والطمع في الإثراء السريع والجري وراء اقتصاد الريع هو السبب الرئيسي في اتساع دائرة المتضررين من إفلاس عز الدين.
المصدر:
الجزيرة

الأربعاء، أيلول ٠٢، ٢٠٠٩

pic




وهاب في مقابلة مع الجزيرة نت




وهاب: المحكمة الدولية ستدمر لبنان
نقلا عن الجزيرة نت .

شائعات ربطت بين تعثر تشكيل الحكومة وبين المحكمة الدولية (الجزيرة)حذر رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب من أي تلفيق أو تزوير في قرارات المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مؤكدا أن لبنان لن يتحمل أي تلفيق على خلفية الاغتيال، وذلك في ظل تسريبات قوية تربط بين تشكيل الحكومة وما بين قرار ظني سيصدر عن المحكمة الدولية يشاع أنه سيشير لتورط عناصر من حزب الله في الاغتيال.
وفيما يلي نص الحوار.
هل نعتبر هذا التحذير بمثابة تهديد للرئيس المكلف؟

بل هذا توصيف لواقع المحكمة، هذه المحكمة كذبة، والعدالة الدولية كذبة، وهذا ما أظهرته المساومات السياسية المبنية على مصالح تجارية، مثلما حدث بقضية المقرحي، وستظهر التطورات المقبلة في قضية الرئيس السوداني مع القضاء الدولي أن العدالة الدولية مجرد أداة للأميركيين.
لقد رأينا كيف أن قضية المقرحي قد تم حلها بناء على التعاون والانفتاح الليبي على الغرب، ما يؤكد أن اتهام المقرحي لم يكن مبنيا على معطيات قانونية بل على موقف سياسي، وحين تغيرت الأوضاع في السياسة خرج المقرحي من سجنه.
لماذا الحملة على المحكمة الدولية الآن من قبلكم؟
موقفنا من المحكمة الدولية ومن قضائها ليس جديدا، ولكننا نتحدث اليوم عن إثباتات إضافية غير قابلة للنقد تفيد بأن المحكمة لا تتمتع بأي مصداقية، فهي كانت قد تبنت وشاركت في تلفيق الشهود المزورين في فترة تولي القاضي ديتليف ميليس للتحقيق، وهي سكتت على ذلك التزوير والتلفيق في فترة تولي القاضي البلجيكي براميرتز في فترة تولي القاضي الكندي دانيال بلمار، ولجنة التحقيق الدولية بقضاتها الثلاثة زجت بأربعة من القادة الأمنيين السابقين الأبرياء في السجن بناء على شهادة شهود زور ترفض الآن معاقبتهم، وهي أطلقت السجناء الأبرياء بعد أربع سنوات من اعتقالهم بدون أن توجه لهم أي اتهام.
لو جرت مثل هذه الممارسات الشاذة في أي نظام قضائي غربي لدخل المضلل والمحرض والمتواطئ إلى السجن، فلماذا تتنازل المحكمة الدولية عن حقها في معاقبة المجرم إن لم تكن شريكة في إجرامهم.
هي ترفض حسب الناطقة باسمها أن تقدم أي مزور أو ملفق أو محرض، ممن تسببوا بسجن الضباط الأربعة وممن تسببوا في تضليل المحكمة نفسها إلى العدالة، علما أن ميليس كان قد ذكر في تقاريره التي قدمها إلى مجلس الأمن معلومات وتفاصيل وأسماء وحدد مواقع وأعلن عن أسماء متورطين باغتيال الحريري، ثم أظهرت تحقيقات القضاة الذين خلفوه أنه كان كاذبا في كل ما قاله وأنه استعمل الشهود المزورين لتلفيق التهم للضباط الأربعة ولسوريا، ومع ذلك تصر المحكمة الدولية اليوم على القول إنها غير معنية بملاحقة الملفقين والمزورين والمضللين وهي تتجاهل إخفاق الحق وإقامة العدالة بحق المجرمين.

لذا أنا أقول للرئيس المكلف سعد الحريري بأن هذه المحكمة مسيسة ولا تتمتع بأي مصداقية وهو أمام خيارين إما المحكمة الدولية وإما لبنان. فإن اختار المحكمة فنحن ذاهبون إلى حرب أهلية لأن المحكمة أداة لتدمير لبنان.
وإن اختار لبنان فلبنان أكبر من الجميع بمن فيهم رفيق الحريري. والرئيس المكلف قال شيئا جيدا الأسبوع الماضي، حين قال إن لبنان أكبر منه ومن العماد ميشال عون وأنا أقول له إن لبنان أكبر من رفيق الحريري أيضا وأقولها بكل محبة أن عليه التوقف عن الأقوال المتناقضة في هذا المجال.
كنا أول من دعا إلى تحقيق دولي بخصوص اغتيال الرئيس الحريري، وقمنا بكل الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الأمر من خلال موقعنا في حكومة الرئيس عمر كرامي، وقد سهلنا قدوم المحققين الدوليين إلى لبنان في نهاية عهد حكومة كرامي عام 2005، ولكن ما حصل خلال السنوات الأربع الماضية لم يكن تحقيقا مهنيا بل مشروع تزوير لم ينجح ضد سوريا وحلفائها -من قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية– ليس لحسن أخلاق القضاة الدوليين، بل لأنه لم يعد في قدرتهم تلفيق الاتهامات لسوريا، فحوّل قضاة المحكمة مسيرتهم الباطلة باتجاه تلفيق تهمة باطلة بدلائل مزورة ضد حزب الله.

هل تملكون معطيات محددة تفيد بأن المحكمة تتجه لإصدار قرار ظني ضد عناصر من حزب الله؟

طبعا، هناك أسماء معينة جرى التداول بها في أوساط المحكمة وهي تنتمي لحزب الله، وجرى تركيب وفبركة ملفات ضدهم، وجرى أيضا تلفيق معطيات محددة لتكون الوسيلة لتوجيه الاتهامات لعناصر من حزب الله، تماما كما جرى مع الضباط الأربعة عبر التقارير التي أعدتها مجموعة معينة من المزورين والملفقين، وهي المجموعة الإجرامية التي استعملها ميليس سابقا، وهي مجموعة تضم سياسيين منهم وزير سابق ونائب حالي وبعض الأمنيين والصحافيين وكلهم يعملون بقيادة مايسترو هو مخابراتي وسفير سابق في دولة أوروبية ومستشار لأحد الأثرياء جدا في لبنان. هذا الشخص يقوم بعمله في هذا المجال مقابل الأموال والرشاوى وطمعا في منصب ودور سياسي أؤكد له أنه لن يراه أبدا.
نحن نعرف أن تقرير دير شبيغل كتب في لبنان من قبل هذه المجموعة بالذات.
وأنا أؤكد بأن هؤلاء -ومن يقف خلفهم ويحرضهم ويمولهم- يتهيبون ردة فعل حزب الله على تزوير مفضوح مثل هذا، ولذلك أطلقوا بالونات اختبار عبر استدعاء بعض الشهود وعبر نشر الإشاعات وعبر نشر تقرير صحيفة دير شبيغل المشبوه.

استنادا إلى ما تقوله عن ترابط الموقف من المحكمة بالموقف من الرئيس المكلف سعد الحريري، هل أنت متفائل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة؟

للأسف أنا متشائم لأسباب محلية لبنانية ولأسباب إقليمية ودولية ولذلك أدعو المملكة السعودية بكل صدق وبكل محبة، ولست أتحدث بغرض الاستفزاز، أنا أدعو السعودية إلى استكمال المصالحة مع سوريا لإنقاذ الطائف الذي أراه اليوم يتهاوى في لبنان، وهناك مسؤولية معنوية على الطرفين الأساسيين الذين جعلا من قيام اتفاق الطائف أمرا ممكنا وأعني بهما السعودية وسوريا وإلا فنحن ذاهبون إلى حرب أهلية.

كلامك يجعل الأمر يبدو وكأن شرط المصالحة السعودية مع سوريا هو المخرج من الحرب الأهلية في لبنان.

هذا هو الواقع وهذا رأيي الخاص، كانت هناك رعاية لاتفاق الطائف، وهذه الرعاية فُقدت منذ أربع سنوات وهذا ما جعلنا في حالة من عدم التوازن، لبنان بلد قاصر فلنتفق على هذا الأمر، ولا نبالغ إن قلنا ذلك لأنه الواقع، فليس هناك في لبنان سياسي أو وزير أو ضابط أو قاض أو رئيس يأخذ قرارا مستقلا عن التدخل الخارجي، فعن أي بلد نتحدث هنا؟
إما أن يكون هناك رعاية خارجية للبنان تصل باللبنانيين إلى التوافق -وأنا أفضلها سعودية سورية- وإلا فنحن ذاهبون إلى الهاوية.
هل هناك مخرج للشعب اللبناني من هذه الأوضاع التي تجعله يعيش في ظل طبقة سياسية قاصرة؟
لا إمكانية للتفاؤل مع هذه الطبقة السياسية إلا بتغيير قانون الانتخاب بما يسمح بوصول دماء جديدة إلى الحكم.

بماذا تفسر تفرق المعارضة اللبنانية وعدم صدور رؤية مشتركة لمستقبل لبنان تتوحد حولها كل فصائل المعارضة وتناضل لأجلها؟

بعض المعارضة غائب عن الوعي بكل صراحة، وبعضهم الآخر قاصر عن الوصول إلى مستوى المسؤولية وعلى كل حال فسماحة السيد حسن نصر الله يحاول -منذ ما بعد ظهور نتائج الانتخابات الماضية– التوصل إلى جمع المعارضة في كيان سياسي واحد، وهو قام ببعض المشاورات وسيستكملها قريبا.
ولنكن صريحين نحن بحاجة إلى رؤية سياسية واجتماعية واقتصادية موحدة للمعارضة لأن لا أحد منا يلتفت إلى أمر أساسي وهو الأوضاع الكارثية للاقتصاد الاجتماعي، كما أن الدين العام وصل إلى أرقام مهولة، فهل سنشارك كمعارضة في حكومة تتابع رفع الدين العام وتثقل كاهل المواطن؟
هناك معاناة حقيقية لدى الناس ويجب أن نلتفت إلى هذا الأمر، هل سنشارك في حكومة تذهب إلى الخصخصة على حساب المواطن؟ وماذا سنفعل كمعارضة إن تابع الرئيس المكلف سعد الحريري سياسة الاقتراض؟
ليس هناك أحد من المعارضة يعمل على ترتيب سياسات اجتماعية تعالج وضع الناس وحاجاتهم وأقولها بكل أسف.

كرجل سياسة من الطائفة الدرزية كيف تشرح لمواطنيك بقاء السلاح في يد حزب الله؟

سلاح المقاومة له رمزية أكبر من أي طائفة، وهو سلاح مقدس عند كل الشرفاء في كافة الطوائف، وهو سلاح مقدس عند شرفاء الأمة أجمع، وقضية الدفاع عن لبنان أشرف من أن نضعها في مزادات طائفية.
نحن ننظر إلى سلاح حزب الله من منظار المهمة التي قام ويقوم بها وليس من المنظار الطائفي، هذا سلاح حمى لبنان وحرر أراضيه، الغريب أن بعض اللبنانيين يطرحون قضية سلاح المقاومة وكأنها أم المشاكل بينما يتابع الإسرائيلي تهديد لبنان بالتدمير بشكل يومي، من المؤسف حقا أن نسمع دعوات البعض لنزع سلاح المقاومة بينما يتجاهل التهديدات الإسرائيلية اليومية، أعتقد أن أمثال هؤلاء يرددون أسطوانة أميركية وهم ليسوا مهتمين لا بحماية لبنان ولا بتقوية جيشه حتى تنتفي الحاجة إلى المقاومة.

البطريرك الماروني نصر الله صفير دعا الرئيس المكلف سعد الحريري إلى تشكيل حكومة أغلبية، فما هو موقفك من هذا الطرح؟

أنا أحترم البطريرك صفير ولي معه مناقشات طويلة وهو صديق أحترم صداقته ولكنه يعرف أن الرئيس المكلف لا يستطيع تشكيل حكومة غير توافقية ولو أراد، والنقاش في هكذا موضوع ليس مفيدا لأنه ليس واقعيا.

كيف تنظرون في المعارضة اللبنانية إلى السياسات العربية للرئيس الأميركي باراك أوباما؟

في البداية كان هناك تقدير عال لسياسات الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بخاصة نبذه لسياسات جورج بوش العدوانية، ولكننا لاحظنا سريعا أن الرجل مقيد بالمؤسسة التي لا تسمح له بحرية الحركة، وربما يحتاج الرئيس الأميركي إلى وقت أطول لإنجاز استقلاليته ولتحقيق قدرة خاصة به على الفعل بعيدا عن رغبات المحيطين به من بقايا أتباع تشيني وبوش في الإدارة، إضافة إلى بعض الصهاينة المقربين منه والذين يؤثرون ربما على بعض السياسات المتعلقة بمنطقتنا.
من الناحية الشخصية قرأت للرئيس أوباما كتاب "جرأة الأمل" وقرأت مقالات له مليئة بالعاطفة الإنسانية ولكن باراك أوباما المحامي ورجل الكونغرس والرجل العادي شيء وأوباما الرئيس شيء آخر، والأخير عليه الالتزام بسياسات لا يصوغها وحده بل يتدخل بها الكونغرس ومراكز قوى أخرى تسلب الرئيس حريته في تحديد السياسات العامة.
على كل حال نسجل للرئيس أوباما إنهائه لسياسات الجنون الأميركي في المنطقة وانتقاله إلى سياسات واقعية خصوصا في تعامله مع قوى إقليمية مثل إيران وسوريا، حيث إنه أحل الاتصالات والمفاوضات مكان التهديد والوعيد.
الأهم برأيي من كل ما يقوله أو يفعله الرئيس الأميركي حاليا هو أن يقوم بالضغط على إسرائيل لتحقيق سلام عادل ومشرف على قاعدة الانسحاب الشامل والتام من الأراضي المحتلة عام 1967 وإن لم يفعل ذلك فنحن ذاهبون إلى مزيد من التطرف. ما قبل به جيلنا لن يقبل به أولادنا، وإن لم ينته الصراع سلميا الآن فالتطرف سيحل مكان الوسطية ولن تقبل الأجيال القادمة برأيي بأقل من فلسطين من البحر إلى النهر. نحن ما زلنا نؤمن أن فلسطين عربية بكل أجزائها ولكن الحكام العرب قبلوا بالتقسيم وبحل الدولتين وإن لم يتحقق ذلك الآن فلا حل دولتين ولا ما يحزنون في المستقبل، بل سيكون التطرف هو سيد الموقف.

أنتم في المعارضة حلفاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية فهل أثارت الاضطرابات السياسية والشعبية هناك قلقكم؟

في البداية نعم لأننا لم نكن نعرف حجم التفاعلات الداخلية للأحداث الإيرانية ولكن حين عرفنا طبيعة ما يجري تأكدنا أن الجمهورية الإسلامية قوية، وما حصل دليل على أن الديمقراطية الإيرانية أقوى من كثير من الأوضاع السياسية في البلدان العربية التي يتحدث إعلامها عن أحداث إيران بالسوء، بينما لا يسمح نظام الحكم في بلادهم ولو بانتخاب رئيس بلدية. التجربة الإيرانية الديمقراطية تثبت أن إيران قادرة على تطوير نظامها السياسي عبر تفاعل صحي بين فئاتها ولو بدا ذاك التفاعل -ظاهرا- شديد التوتر.
إيران أقوى بكثير مما يظن البعض و ستكون في ربع القرن القادم واحدة من القوى الأساسية في العالم، وستبقى برأيي عونا وسندا قويا للشعب العربي في فلسطين وفي لبنان وفي كل العالم العربي.
وصفك البعض مؤخرا بالسفير السوري فوق العادة فهل تلعب دورا دبلوماسيا إقليميا؟
لست سفير سوريا ولا أقوم بدور أو بمهمات سورية، أنا أقوم بدور لبناني حيث أحاول تقريب وجهات النظر بين بعض اللبنانيين وبين سوريا و ذلك بحكم صداقتي مع الطرفين.
وليد جنبلاط (الجزيرة-أرشيف)أنا أرى أن هناك ضرورة لقيام علاقة طيبة بين البطريرك صفير وبين سوريا وكلا الطرفين أصدقائي، وأنا أرى ضرورة لقيام علاقة بين وليد جنبلاط وبين سوريا، وبين حزب الكتائب وبين سوريا، وما قمت به هو في المقام الأول نتيجة لرغبتي في التقريب بين السوريين وبين اللبنانيين المقاطعين لها، لأن سوريا لها دور في لبنان وهي قادرة على تسهيل كثير من أمور اللبنانيين.
يندرج في هذا الإطار أيضا نقلك لرسالة من القيادة السورية إلى النائب جنبلاط؟
كانت رسالة وانتهت المهمة بعد إيصالها.
متى سيزور النائب وليد جنبلاط سوريا؟
أظن أن الأستاذ وليد جنبلاط سيأتي إلى سوريا بعد تشكيل الحكومة لا قبل ذلك لأنه لا يريد توجيه ضربات تقضي على الرئيس المكلف، وهو راغب في الحفاظ على علاقة جيدة مع السيد سعد الحريري وزيارة سورية من قبل جنبلاط قبل ذهاب الرئيس الحريري إليها تعتبر ضربة قوية للرئيس المكلف وهو لن يتحملها لأن عظمه السياسي طري.
هل تعتبر مشاركة النائب وليد جنبلاط في اجتماع نواب الأكثرية في قريطم والذي حصل ليلة الواحد والثلاثين من أغسطس بمثابة تراجع عن خطابه في الثاني من أغسطس والذي أعلن فيه خروجه من تجمع قوى الرابع عشر من آذار؟
جنبلاط لن يتخلى عن سعد الحريري وهو ذهب إلى قريطم وساير نواب الأغلبية لكي يقدم دعما سياسيا للرئيس المكلف تحقيقا لوعد قطعه لوزير الإعلام السعودي عبد العزيز الخوجة. ولكن هذا لا يعني أن جنبلاط سيعود إلى التعاون مع قوى الموالاة خارج تيار المستقبل، وهذا رأي شخصي على كل حال.
على ضوء المصالحة الدرزية-الدرزية التي جرت بينك وبين جنبلاط، تيار التوحيد الذي تقوده ما هو مستقبله؟
تيار التوحيد تطور في السنوات الماضية وأصبح قوة لا يستهان بها سياسيا وانتخابيا حيث حصلنا في الشوف وعالية على نسبة من الأصوات وصلت إلى 27 ألف صوت، وتيار التوحيد يتحفز حاليا لإطلاق ورشة عمل على كافة الصعد التنظيمية والشعبية وفي كافة المناطق التي نتواجد بها لتفعيل المطالبة بحقوق الناس.
بوصفك مقربا من قيادة حزب الله وبصفتك مهتما بالمقاومة وبمستقبلها، كيف ترى تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية في المستقبل؟
أستبعد حربا إسرائيلية قريبة ولكن الإسرائيلي يستعد للحرب ويفعل كل ما بوسعه في مجال الاستخبارات لمعرفة ماذا يستطيع أن يفعله حزب الله في أي حرب قادمة.
والإسرائيلي يريد أن يعرف كيف سيكون رد حزب الله في حال بادر إلى شن حرب على لبنان، باعتقادي أن الإسرائيلي من الآن وإلى العام القادم سيعمل على جمع أكبر قدر من المعلومات عن حزب الله، وإذا سنحت له الفرصة ووجد أنه قادر على الفوز في حرب جديدة فعندها لن يتورع عن شن عدوان جديد ولكنه بالتأكيد لن يتمكن من ضرب المقاومة حتى ولو دمر نصف لبنان.
لذا أستبعد أن يشن الإسرائيليون حربا أخرى ما دامت المقاومة قوية وهي قوية ولله الحمد ونحن نعرف بأنها استعدت للحرب ولديها الكثير من المفاجآت التي يعرف الصهاينة أنها موجودة، ولكنهم لا يعرفون نوعيتها، وأظن أن هذا الأمر يشكل رادعا أمام جيش الاحتلال.
هل تقومون بأي دور لمكافحة تجنيد الدروز في جيش الصهاينة؟
منذ ثلاث سنوات بدأت شخصيا بالتواصل مباشرة مع بعض الفاعليات الدرزية في الداخل وأنا أؤكد أن لبنة رفض الاحتلال موجودة وهناك المئات من الشبان الدروز الذين تعرضوا للسجن بسبب رفضهم التجنيد، ولكننا نحتاج للبناء على هذه الإنجازات الوطنية والقومية لكي نرسخها في الوسط العربي الدرزي في فلسطين المحتلة، عبر العمل مع الجمعيات الدرزية العربية العاملة على رفض التجنيد وعبر تقديم الدعم المعنوي والإعلامي لها. كما أن علينا أن نسعى لتأمين مقاعد في الجامعات العربية لدروز من الداخل للمساهمة في دعم صمودهم ولخلق فرص للتواصل العربي معهم.
المصدر:
الجزيرة