الاثنين، تموز ٠٥، ٢٠١٠

الجزيرة نت - كتب خضر عواركة : تضارب بالعراق حول فتوى للحائري

الفتوى ترفض حكومة يرأسها علاوي
تضارب بالعراق حول فتوى للحائري


 

التيار الصدري خاض مواجهات مع حكومتي علاوي والمالكي (الفرنسية-أرشيف)



خضر عواركة-الجزيرة نت


كشف مصدر رفيع المستوى بأحد الأحزاب الشيعية العراقية -طلب عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت أن النواب المنتمين لكتلة التيار الصدري في البرلمان يرفضون عودة إياد علاوي إلى رئاسة الحكومة، مبررين ذلك بأنهم تبلغوا من قيادتهم "فتوى" صادرة عن المرجع الشيعي العراقي المقيم في إيران آية الله كاظم الحائري يحرم فيها دعم أي حكومة يرأسها علاوي.

ولم يذكر المصدر مزيدا من التفاصيل حول هذه الفتوى أو وقت صدورها، إلا أن قياديا سابقا في التيار الصدري هو محسن النوري الموسوي استبعد صدور مثل هذه الفتوى عن الحائري، مشيرا إلى أنها قد تكون صادرة عن زعيم التيار مقتدى الصدر.

واعتبر أن اللجوء للترويج بأن الحائري أصدر هذه الفتوى هو للحصول على غطاء من مرجعية مشهود لها بالوزن الفقهي لإعطاء صفة دينية لفتوى سياسية على حد قوله.


وأكد أن الصدريين الذين فازو بـ39 مقعدا في الانتخابات الأخيرة يرون في مقتدى الصدر مرجعا سياسيا ودينيا، وغالبيتهم لم تعد تؤيد مرجعية السيد الحائري الفقهية لأسباب تتعلق بالتيار الصدري لا بالسيد الحائري.


الصدريون يرفضون رئاسة المالكي (يمين) أو علاوي (يسار) للحكومة العراقية (رويترز-أرشيف)

الصدريون يرفضون
وأوضح الموسوي أن التحفظات التي تجعل من رئاسة علاوي للحكومة أمرا مرفوضا من قبل الصدريين لا تتعلق بالفقه ولا بالدين، بل بسبب ما وصفها بالتجربة المريرة التي تمثلت بالمعارك التي خاضتها حكومة علاوي مع جيش المهدي -الذراع العسكري للتيار الصدري– في أغسطس/ آب 2004.

ولفت إلى أن الصدريين يرفضون كذلك تولي نوري المالكي فترة رئاسة جديدة، مرجعين ذلك للحرب التي شنتها عليهم قوات حكومته فيما عرف بعملية صولة الفرسان في مارس/ آذار 2008.


من جهتها قالت الناطقة باسم كتلة العراقية بالبرلمان للجزيرة نت إن من يضع خطوطا حمراء في وجه كتلة العراقية إنما يعمل ضد المشروع الوطني في العراق.

وشككت ميسون الدملوجي في صحة صدور مثل تلك الفتوى عن الحائري، ولكنها قالت إنها من حيث المبدأ لا تعتبر أن هناك تأثيرا لأي فتوى على العملية السياسية سواء صدرت عن الحائري أو غيره.


وكشفت بأن لقاءات متلاحقة تعقد حاليا بين لجان مشتركة شكلتها كل من كتلة العراقية وكتلة دولة القانون التي يرأسها المالكي للوصول إلى تصور مشترك لحكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا حتى الصدريين.

مسافة واحدة
أما مدير التعليم الديني في ديوان الوقف الشيعي بالعراق عمار موسى الموسوي فأعلن أن المرجع الديني كاظم الحائري يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية على اعتبار أنها تمثل صوت الناخب العراقي.

وأضاف "نحن نعلم أن السيد الحائري يدعو إلى تديين السياسة لا إلى تسييس الدين"، مشيرا إلى أن المرجعيات الدينية العراقية كلها تدعو لحكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا حتى الكتل النيابية الصغيرة.

وأشار الموسوي في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن الصدريين استقبلوا علاوي قبل ثلاثة أسابيع في مقر مكتبهم السياسي للتباحث معه حول ائتلاف وطني بينه وبينهم يؤدي إلى تشكل حكومة.

واعتبر أن الحديث عن فتاوى تحرم تولي كتلة معينة الحكم أمر مستغرب على اعتبار أن كل الكتل العراقية مكونات أساسية من العملية السياسية، وتمثل أطيافا هامة من مجموع الشعب.


المصدر: الجزيرة