الخميس، حزيران ٢٤، ٢٠١٠

نقد رواية المتروكة في صحيفة الأخبار اللبنانية - مي المدلل




خضر عواركة: الحب والمقاومة في زمن الاحتلال

مي المدلل

لو صدرت «المتروكة» (دار الآداب) قبل رحلة «أسطول الحرية» إلى غزّة، لقلنا إنّ شخصياتها هي نفسها التي أبحرت على متن الأسطول. في قالب رومانسي وحبكة استخباريّة، يروي خضر عواركة في عمله، حكاية رياض دغلس الشاعر والإعلامي الفلسطيني المنفيّ في باريس، وحبيبته اليهوديّة ميا، التي تركت فلسطين المحتلة لأنها رفضت أن تشارك في «الهولوكوست الفلسطيني». العمل النضالي الذي يتشاركه البطلان يحتم عليهما تنظيم رحلات لنشطاء سلام أوروبيّين إلى فلسطين، لكي يشاهدوا عن قرب وبالصورة العارية، معاناة أهلها مع الاحتلال. لكنّ عواركة يبدأ روايته من مكان آخر، وتحديداً من فصول تلك العلاقة التي جمعت رياض وميا، في عالم الحب والرغبة والجنس. مشاعر يتخيّل البطل للوهلة الأولى أنّها تزاحم نضاله. هكذا، تطفو كلّ الرواسب الثقافية والاجتماعية والدينيّة والسياسيّة على السطح، ما يجعله يقاوم بشدّة تلك «العلاقة المحرّمة» في البداية. يدخلنا عواركة إلى تفاصيل نزاع البطل مع نفسه، وشكوكه الوجودية بعدما أصبحت روحه أسيرة امرأة هي «عدوّه». منطقة جدليّة يقاربها عواركة من خلال حوارات أدبية، وبناء سردي متين وممتع. يتنقّل بسهولة بين أحداث سمتها شدّ الأعصاب الذي تتّصف به روايات التشويق البوليسية، وبين قصة حب نقرأها من خلال أشعار العاشقين المتبادَلة... إلى أن يرضخ رياض أخيراً، ويجد في ميا رفيقته في النضال لا العكس.

«المتروكة» رواية تشبه كثيراً المدن التي تحتضن أحداثها... مدن «كوسموبوليتية ومتنوّعة وغير رتيبة ونهايتها غير متوقّعة». الدين في الرواية ظلال ثقافية، تكون مقبولة طالما لا يصاحبها فرض وإكراه. والعلمنة تتجسّد كمفهوم للممارسة الشخصية غير المتزمتة. أمّا الإلحاد الذي تعتنقه بعض شخصيات الرواية، فلا يبدو متناقضاً مع قناعات رجل دين مقدسي. إذ يلتقي الطرفان حول قضيّة مشتركة: حريّة القدس وفلسطين.



❞من أجل مستقبل حرّ أبعد من الجدران الإسمنتيّة والفولاذيّة❝وبالعودة إلى قصّة رياض وميا، تتّخذ الأحداث منحىً درامياً. يستغل الموساد صديقة قديمة لميا ويحاول الإيقاع بالناشطة وزوجها بعدما أزعجا إسرائيل كثيراً، وخصوصاً لناحية تعاطيهما الذكي مع البروباغندا الإسرائيلية في الغرب، ومحاولتهما الجديّة لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال. لاحقاً، يختفي أبطال الفصول الأولى من الرواية، لندخل من جديد إلى عالم الإثارة من خلال قضية البحث عن ابنة رياض وميا التي تركاها في عهدة صديقة، سرعان ما تفقدها بترتيب من والدَي ميا الإسرائيليّين. هنا، تنتقل أحداث الرواية إلى مونتريال. وقد تكون نقطة الضعف الوحيدة في الرواية هي انتقال السرد إلى عمق الغرب في الشرق الكندي. كأنّ الرواية وتفاصيلها المثيرة كُتبت فقط لإقناع الغربيّين بعدالة القضيّة.

أسلوب التغريب المكاني للأبطال واستخدام جهل القارئ العربي بالأمكنة تكتيك يزخر بالجماليّات الوصفية لمدن متخيَّلة مثل مونتريال الكندية، لكنّه أسلوب يضع الرواية وكاتبها تحت مقصلة شعور القارئ بالغربة عن جغرافية المكان. أسلوب يحتمل أيضاً تشتّتاً بين فضول الاكتشاف لدى القارئ، والرغبة في حميميّة مفقودة مع أسماء ومناطق يسمع بها للمرة الأولى. أمّا النهاية، فمفتوحة على الأمل... وتكون على مأساويتها انطلاقة جديدة للحب وللعمل من أجل مستقبل حرّ أبعد من الجدران الإسمنتيّة والفولاذيّة.







عدد الجمعة ٢٥ حزيران ٢٠١٠

إتفاق على رئيس وزراء توافقي في العراق - تقرير خاص الجزيرة نت



آخر ما نشر لخضر عواركة في الجزيرة نت يوم الخميس الرابع والعشرين من حزيران يونيو إضغط للقراء من المصدر






الجزيرة نت-خاص



كشف مصدر عراقي رفيع المستوى مقرب جدا من قيادة التحالف الوطني أن معظم القيادات الشيعية مصرة على اختيار رئيس للوزراء لا يشكل تعيينه أي حساسية داخل ولا خارج العراق.



وقال المصدر -الذي رفض الكشف عن هويته- للجزيرة نت، إن حرص رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على بقائه كخيار وحيد لرئاسة الوزراء مهما كلف الأمر، هو ما يؤخر الوصول إلى حلول تؤمن انتقالا سلميا وسلسا للسلطة تبعا لنتائج الانتخابات.



يذكر أن التحالف الوطني يضم في صفوفه كل الأطراف الشيعية الفائزة في الانتخابات العامة التي أجريت في السابع من مارس/آذار الماضي.



وكان ائتلاف قائمة العراقية الذي يقوده إياد علاوي وائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي حازا المرتبتين الأولى والثانية في تلك الانتخابات، لكن الأحزاب والجماعات السياسية لم تتمكن بعد من تشكيل الحكومة.



وفي هذا الإطار نفى المصدر أن تكون زيارة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وزعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم لسوريا تسعى للترويج لعادل عبد المهدي من أجل رئاسة الحكومة في العراق، قائلا إنه ليس" مرشحا رسميا" حتى الآن.



تشاور

وأضاف أن تلك الزيارة خصصت للتشاور مع المسؤولين السوريين ووضع "القيادة السورية في أجواء ما يجري حاليا" في العراق.



واعتبر أن ذلك التشاور" أمر طبيعي في ظل الهجمة الخارجية للتأثير على الوضع العراقي بعد الانتخابات"، وذلك في إشارة إلى الضغوط الأميركية التي تمارس على الأطراف العراقية، وخاصة زيارة المسؤول الأميركي جيفري فيلتمان مؤخرا إلى بغداد.



وحصلت الجزيرة نت على معلومات خاصة من شخصيات عراقية رفضت الكشف عن هويتها أكدت أن تسمية عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة تلقى قبولا من علاوي ومن كافة الأطراف العراقية والدولية والإقليمية، لكن إصرار المالكي على احتفاظه بالمنصب هو ما يؤخر تشكيل الحكومة.



وأضافت أن سوريا أكدت –بخصوص الحكومة العراقية- تأييدها للقرار العراقي السيادي المستقل، وأنها ضد التدخلات الخارجية في الشؤون العراقية الداخلية.



وأشارت المعلومات إلى أن دمشق "أبلغت من يعنيهم الأمر بأنها لا تملك مرشحا عراقيا مفضلا، فهذا شأن عراقي داخلي، وسوريا لا تضع فيتو على ترشيح أي أحد مهما كان لرئاسة الحكومة العراقية لنفس السبب".



وذكرت المصادر أن سوريا أكدت أنها "لا ترى في المالكي خصما لها، وستتعامل مع أي حكومة عراقية يقبلها الشعب العراقي من موقع التسهيل والتعاون لما فيه خير العراق وسوريا".



مواصفات

وترى أطراف شيعية عديدة وأخرى خارجية لها تأثير في العراق أن مواصفات رئيس الوزراء الجديد يجب أن تنطلق من عدم وجود مشاكل لشخصه مع الداخل والخارج، وهذا ما تعتبر تلك الأطراف أنه لا يتوفر لا في علاوي ولا في المالكي.



ومن جهته يصر التيار الصدري على اختيار رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري ، مستعينا على باقي الأطراف بواقع تشكيله للقوة الأكبر في تكتل الائتلاف الوطني.



ويرى المصدر السالف أن الرجل يتمتع بمواصفات جيدة جدا، ولكن الشعب العراقي يحتاج إلى تجارب جديدة في الحكم، والجعفري جرب نفسه والشعب العراقي جربه، ولم تكن تلك التجربة ناجحة لعدة أسباب.



وقال المستشار الثقافي للتيار الصدري راسم المرواني للجزيرة نت إنه لا يمكن القبول بعودة المالكي إلى رئاسة الوزراء، في ظل وجود شخصيات تستحق المنصب ويستحقها الشعب العراقي الذي يريد تغييرا حقيقيا في الحكم عقب الانتخابات، على حد تعبيره.



ومن جهته عزا المحلل السياسي العراقي عباس الموسوي -في تصريح للجزيرة نت- التأخر في تسمية رئيس الحكومة إلى عوامل خارجية، قائلا إن "الوضع العراقي هش والقوى السياسية تخضع للتأثيرات الخارجية بحكم وجود الاحتلال الأميركي، مما يحول العراق إلى ساحة للصراع الإقليمي".



وتوقع الموسوي تواصل التأخر نتيجة تدخل الأميركيين للضغط على الوضع، في مسعى لاستخدام العراق كورقة ضاغطة على إيران.



وكان المالكي قال في وقت سابق إن دخول العامل الإقليمي والدولي على قضية تشكيل الحكومة والحوارات هو الذي عقدها، رافضا مطالب الائتلاف الوطني بتقديم تنازلات في هذا الموضوع.